ليت السنة كلها رمضان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، و الذي منّ علينا بمواسم للطاعات ، و الصلاة و السلام على خير معلم للبشرية ، و من هدانا إلى الطريق السوي ، و بعد :
السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته ،،،
شهر مبارك و كل عام و انتم بخير أحبتي جميعاً ...
انه لمن النعم التي منّ الله سبحانة و تعالى بها هي تلك المواسم التي نجد الفرصة لتقرب إلى الله فيها أكثر من غيرها من الايام ، و كان شهر رمضان المبارك من أعظم و أجلّ تلك النعم التي منّ الله سبحانه و تعالى بها علينا ، و من نعمه ان جعل هذا الشهر المبارك يتميز على غيره من العبادات بان تتكبل فيه الشياطين ، و تفتح فيه أبواب الجنان و تغلق أبواب النيران ، و لو اننا رجعنا للادلة الوارة في فضل رمضان لوجدنا من فضائله ما يحفز العبد المؤمن و يقوي عزيمته ، و نعم يحرص المؤمن ان يفوز بها و ان لا يدع فرصة الفوز بها تفوته طالما استطاع ...
أحبتي الكرام : أولاً لنحمد الله و نشكره على ان اعاد إلينا شهر رمضان المبارك و نحن بصحة و عافية ، و منحنا فرصة أخرى لنزود من رصيدنا لملاقاته ، و نسأل الله ان يعيده علينا أعوام عديدة و أزمان مديدة و نحن بصحة و عافية و بنعمة منه ، و لندعي لمن سبقنا إلى لقاء ربه و كان يتمنى ان يبلغه الشهر و هو في أوساطنا فلم يكتب له الله بلوغه ...
أحبتي الكرام : من المعلوم و ما هو صحيح و مثبت بالادلة هو ان الشياطين تكبل في رمضان ، و لكن هناك شياطين لم تكبل فيه ، فما ان تكبل الشياطين إلا و قد أوعزت إلى جنودها من شياطين الأنس بان يفعلوا ما لم تستطع شياطين الجن فعله ، و ما هو أسوأ من فعل الشياطين أنفسهم ...
ألم يذكر الله سبحانة و تعالى شياطين الأنس قبل شياطين الجن ؟ بلا و هم الأخطر ...
شياطين الأنس هم اولئك الذين يوعدوننا بكل جديد في شهر رمضان ، هم اولئك الذين جعلوا رمضان موسم خصب لزرع سمومهم في أوساطنا ، هم أبطال الشاشات الصغيرة و الكبيرة ، نعم هم ابطال الافلام الماجنة ، و سيدات الرقص الخليع ، و أصحاب الالبومات الذين قضوا سنة في إعدادها لكي يأتي موسم نشرها - الموسم الذي يبتغي فيه كل مسلم الأجر و الثواب - مسلسلات ، افلام ، أغاني ، ألبومات ، مسابقات ....؛ و ما إلى ذلك من سبل الغواية .. هم الشياطين انفسهم فاحذروهم ..
أنرضى أن يكون شهر الصيام و شهر القرآن ، شهر أفلام و مسلسلات و أغاني و ما إلى ذلك ؟
أحبتي الكرام : انا هنا ناصح لنفسي و لكم ، فكم رأينا من الإعلانات ؟ و كم وجدنا من المواعيد ؟ و كم ينتظرنا مما يغضب الله سبحانة و تعالى متعمد في هذا الشهر ؟ فلنكن حريصين على إغتنام هذه الفرصة فقد لا نجدها مجدداً ، و قد لا يكتب الله لنا بلوغ رمضان مرة أخرى ، و نندم حين لا يجدي الندم ...
نسأل الله ان يبلغنا رمضان و ان يجعلنا ممن يصومه و يقومه إيماناً و إحتساباً ، و ان يبعد عنا شر شياطين الانس و الجن ...
و كل عام وانتم بخير ...